الأحد، 27 مارس 2011

البحرين ... جرح ينزف !


في بداية حديثي أقف إجلالا و إكبارا للشعب البحريني الحر الثائر و أنحني تعظيما للشهداء السعداء الذين سطروا بدمائهم ملحمة العزة و الشرف و الصمود في بحرين الإباء بحرين الفداء ।

إنتفاضة شعب أعزل مسالم كل ما يطالب به هو العيش الكريم و الحرية التي تكفل له حياة الأمن و الامان ।
إنتفاضة شعب حر أبي في وجه الظلم و الفقر و الجوع , إنتفاضة شعب كريم وفي ضد العنصرية و الفئوية ।

إنتفاضة البحرين جاءت بعد سلسة من الثورات و الإنتفاضات في عالمنا العربي بدءا من تونس مرورا بمصر و ليبيا , لاحظ الجميع وقوف غالبية الشعوب مع تلك الثورات بكل وضوح و بشكل معلن حتى تحقق الهدف المنشود بتونس و مصر بسقوط النظام في كلا البلدين و قامت الشعوب بتهنئة بعضها البعض بهذا الانتصار الباهر ।

ثارت البحرين فإنعكست الصورة تماما فوجدنا تلك الشعوب التي صفقت و هللت و رقصت فرحا لثورات العالم العربي يطبق عليها الصمت المخزي و المهين , لا بل تمادى البعض لمعاداة الثورة البحرينية الشريفة السلمية ووصفها بنعوت طائفية بغيضة لاتمت للواقع بصلة فأصبحت البحرين تغرد خارج السرب حتى من قبل وسائل الاعلام العربية التي بان وجهها الحقيقي الوجه الطائفي الفئوي البغيض فأصبحت ثورة شعب البحرين أمرا منسيا ।

رغم كل هذا فقد تعاضد أبناء البحرين الشرفاء و واجهوا مصيرهم بمفردهم و جابهوا الظلم و الإضطهاد متسلحين بإيمانهم بالله عز و جل و رسوله و الأحبه ماضين قدما نحو نيل مطالبهم المشروعة ।

حدثت الطامة الكبرى عند دخول مايسمى بقوات درع الجزيرة البحرين في مشهد طبع بالأذهان و لايمكن أن ينسى , دخلت القوات لتقمع ثورة هذا الشعب المظلوم الجريح و مازالت حتى الآن جاثمة على صدور أبناء البحرين ضاربة بعرض الحائط كل الأعراف الدولية و سيادة الدول متعذرة بإتفاقيات مجلس التعاون !!!

أين قوات درع الجزيرة من الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران ؟؟
أم أن هذه القوات لا تتحرك إلا لقمع شعب مسالم كل ذنبه أنه يطالب بحقوقه المشروعة ؟

بعد مضي أربعين يوما على إنتفاضة الأحرار في البحرين مازال الجرح ينزف .... و لا ناصر لهم و لا معين إلا رب العالمين فإلى الله المشتكى

إن التحديات التي تواجه المنطقة ليست بالسهلة بل إنها تحديات من الممكن أن تشعل فتيل حرب تأكل الأخضر و اليابس , فلابد أن يعي حكام المنطقة و شعوبها مخاطر مايحصل الآن في البحرين بشكل خاص و في المنطقة بشكل عام حتى يخرج الجميع من هذه المحنة بسلام و يعم الأمن و الأمان دول و شعوب المنطقة

أما مواصلة العناد و المضي قدما في الهمجية المتبعة في البحرين من قبل القوات و الأمن لن يجر على المنطقة إلا الويلات و الدمار إن لم يكن سريعا فإن آثاره ستنعكس حتى لو بعد حين

إن جر شعوب المنطقة بهذا الشكل السافر نحو فتنة طائفية من شأنه أن يفجر زلزالا مدمرا يعصف بالجميع دون إستثناء فمن يلعب بالنار لابد أن يحترق

أتمنى أن تزول الغمه عن شعب البحرين الأبي و أن يحصل على مبتغاه و ينتصر في ما يسعى اليه حتى يبين للعالم أجمع أن حقوقه المشروعة المسلوبة منه قهرا إستردت بأرقى الوسائل السلمية و أن شعب البحرين الحر رفض الإنجرار نحو الطائفية رغم نباح بعض الكلاب لجرهم إليها و إقحامهم في هذا المستنقع النتن و بين هذا الشعب معدنه الأصيل وهو الحفاظ على لحمة الوطن بكل أطيافه و التسامي على الجراح و أن هذا الوطن يسع الجميع و يجب على الجميع المحافظة عليه

حفظ الله شعب البحرين الحر الأبي من كل مكروه
رحم الله الشهداء السعداء وفك قيد الأسرى و المعتقلين الأبرياء


هناك تعليقان (2):

  1. انت انسان في زمن اللا انسانية..
    جزاك الله خير الجزاء ووفقك دنيا وآخرة ..
    نحن شعبا مسالم وسننتصر بسلميتنا التي زعزعت البلاد وارعبتهم حتى من شعار اللؤلؤة فصاروا يمحون آثاره ولكن لا يعلمون ان الثوار لازالوا موجودين ..

    ردحذف
  2. أختي الكريمة

    شاكر لك مرورك العطر و أتمنى أن لا أحرم من هذا التواصل

    أما بالنسبة للمقال فهذا أقل واجب يقدم لشعب حر أبي مثل شعب البحرين

    تقبلي تحياتي

    ردحذف